الأحد، 1 يونيو 2014

قبل أن يغادر القطار

سنتوقف ليترجل من قطار رحلتنا كل من يظن نفسه يرتاد معنا عالماً من الحكايات المسلية من دون أن تكون لديه نية أو حتى رغبة في أن يكون في يوم من الأيام بطلاً لإحدى تلك الحكايات.. مفيد


نقلاً عن صحيفة مكة

شأن جميع القطارات في الحياة، وجدت أنه ربما ينبغي لقطار قصص النجاح الذي انطلق بنا أنا وأنتم، أن يتوقف في محطته الأولى، ومثلما يترجل أناس من أبواب القطارات على أرصفة المحطات ويصعد آخرون، أيضاً علينا في محطتنا الأولى أن نتأكد من تخلي عقولنا بعد هذا السرد المتواصل لقصص نجاح غير عادية أبطالها أيضاً غير عاديين، عن كثير من الأفكار على شاكلة الكسب السريع والنجاح السهل والتحقق المجاني في الحياة، لذا وددت أن أؤكد على الخلاصة الكبيرة التي ينبغي أن نتنبه إليها جميعاً وإلى القاسم المشترك في جميع القصص التي مرت بنا، أن وراء كل قصة نجاح عظيمة، قصة كفاح أعظم، وأن الحالمين بجني ثمار لم يبذلوا العرق في غراس بذورها، وقبل ذلك حراث الأرض لتمهيدها لهذا الغراس، ثم ريها بالعرق وربما الدموع أحياناً حين نواجه الفشل وراء الفشل فنحاول ثم نحاول حتى يأتي النجاح، فقط صنفان من البشر؛ اللصوص والواهمون، فالصنف الأول يحقق نجاحاً موصوماً بعار الدهر، لا خير ولا بركة فيه، لذا فهو نجاح زائل، هذا إن كان نجاحاً أصلاً، إذ هو نجاح فقط من وجهة نظر صاحبه المريضة، أما الصنف الثاني الواهم، فلا سبيل إلى تحقيقه أي نجاح على الأرض، إذ لا تتجاوز نجاحات هؤلاء جدران أدمغتهم المعزولة عن عالم لا يعترف إلا بلغة الكفاح والمثابرة والصبر والجهد والمعاناة التي يكون لكل شيء بعدها طعم ولذة.
 
أيضاً وددت أن أهمس في أذنكم يا أصدقاء، بأنه ليس من المروءة أبداً أن يكتفي بعضنا بما تركه الأهل لهم من أرصدة في المصارف، أو تركة قائمة بين أيديهم ينفقون من ريعها على أوقات فراغهم الطويلة التي يمضونها بين المقاهي والأسفار يضيعون أعمارهم وأجمل أيام عمرهم فيما لا يفيد ولا يصنع مجداً يُحكَى في قصة إنسانية تهتز لها أفئدة الناس وترتعش جلودهم دهشة من روعتها. لماذا لا يتطلع كل منا إلى أن يكون في يوم من الأيام بطلاً لإحدى هذه الحكايات؟ لماذا لا تتحرك هممنا ونترك تلك المقاعد التي تبتلع أعمارنا من مقهى إلى مقهى ونلحق بمسيرة المكافحين، لنترك لأبنائنا ما يحكونه عنا باعتزاز وفخر؟ لماذا نكتفي بمطّ شفاهنا وهز رؤوسنا يمنة ويسرة ونحن نطالع قصص الناجحين عجباً من دون أن يتحرك لنا ساكن أو تنهض فينا هِمَّة وكأن هؤلاء خلق آخرون وليسوا بشراً مثلنا، أو كأننا نحن خلقاً آخرون ولسنا بشراً مثلهم؟

لقد آثرت أن نتوقف معاً في محطتنا الأولى هذه لقطار الحكايات، ليس من أجل أن تترجل أفكار الدعة والحياة السهلة أو حتى أفكار الشكوى من كل شيء من دون محاولة لتغيير هذا الذي نشتكي منه، أسوة بأبطال قصصنا الذي تحدوا كل شيء من دون أن يفتحوا باباً للشكوى، بل نتوقف أيضاً ليترجل من قطار رحلتنا كل من يظن نفسه يرتاد معنا عالماً من الحكايات المسلية من دون أن تكون لديه نية أو حتى رغبة في أن يكون في يوم من الأيام بطلاً لإحدى تلك الحكايات. نتوقف أيضاً ليركب معنا القطار عابرون جدد، يبحثون عن سبل الكفاح في هذه الحياة، وعن أبطال يتأسون بهم ويستلهمون سير كفاحهم، فهؤلاء هم من نبحث عنهم؛ لأنهم لا شك سيكونون أبطال قصص آتية في الطريق. تقبلوا محبتي.

هناك تعليق واحد:

  1. مهتمة بالناجحين و أرجو للآخرين أحلامهم و أتمنى ان اقدم اعتذار و كثير من الاحتضان للأيتام ذوي الظروف الخاصة ان كان لك في الامر اهتمام أرقب تواصل منك يكتب ناجحين على sulaa24@gmail.com لست تويتريه

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.