الأحد، 16 فبراير 2014

خريطة "جامع المخلفات"



نقلاً عن صحيفة مكة
في سان فرانسيسكو ولد (براين سكودمور) عام 1970 وهو يعاني من مرض الديسلكسيا "صعوبات التعلم" مما اضطره أن ينتقل بين أربعة مدارس في المرحلة الثانوية نتيجة استهزاء أصدقاءه به، مما جعله يكره المدرسه فصدر قرار فصله من المدرسه لغيابه المتكرر قبل أن يكمل تعليمه الثانوي بعامٍ واحد.




براين المولع بعالم الأعمال كان يرى في نفسه رجل أعمال منذ الطفولة حيث كان ينافس ابن الجيران في "غسيل السيارات" فيقوم بغسلها بدولار ونصف في الوقت الذي كان يغسلها ابن الجيران بدولارين، لذلك اتخذ قرارا غريبا بعدما طرد من المدرسه وهو أن يزور أحد المسؤولين في كلية إدارة الأعمال بمونتريال ونجح في اقناعه أن يلتحق ببرنامج دبلوم إدارة الأعمال كونه يستحق فرصة لينجح في شيء يعشقه.

رفض والده الطبيب الجراح مساعدته في دفع رسوم تعليمه الجامعي لأنه لطالما خذله مراتٍ عديده، فاضطر أن يعمل في أحد فروع "ماكدونالدز" ليجمع تكاليف تعليمه. وفي أحد الأيام وهو يقوم بتسليم أحد الطلبات لسائق شاحنه لاحظ أن الشاحنة مخصصة لنقل مخلفات المنازل، فقرر مباشرةً أن يعمل في "جمع المخلفات"، وحينما راجع مدخراته الماليه والتي كانت تبلغ ألف دولار. طلب من والده قرضاً لشراء شاحنة نقل فرفض والداه قائلاً له: (ولدي الأكبر ترك تعليمة ليعمل في جمع المخلفات والنفايات.. إنها كارثة حياتي).

في اليوم التالي فاجأ براين أسرته بشاحنة أمام المنزل اشتراها بمبلغ 700 دولار وانفق ما تبقى من المال على المنشورات ووضع إعلانا في الجريدة يقول فيه: (سنخفي مخلفاتكم في لحظة). وانطلق يجوب الشوارع ويطرق أبواب المنازل باحثاً على المخلفات لبيعها لشركات "إعادة التدوير"، واستمر يطرق الأبواب ويتوسع في المناطق التي يجوبها حتى حقق مكاسب مفاجئة دفعت أحد الصحافيين بعمل حوار معه نشر في الصفحة الأولى ولاقى انتشارا أوسع بعدها. حينها قام بشراء ثلاثة شاحنات وقام بتوظيف ثلاثة أشخاص ليعملوا معه وهو ما دفعه لمغادرة الجامعة كما غادر الثانوية قبل إكمالها، وهو ما صدم أسرته مجددا.

الشاحنة الأولى التي بدأ بها براين

زيادة الموظفين والتوسع أوقع براين في كثير من المشاكل لقلة خبرته في العمليات الحسابية والإدارية، وكان الكل من حوله متفق أن الخلل فيه لأنه مريض وغير مؤهل، حينها قام بفصل جميع العاملين في شركته، بعدما تأكد أن العاملين لا يحترمونه ولا يثقون به فأستبدلهم بآخرين يؤمنون به، ثم رسم بيده خريطة لأهداف الشركة وقام بتوزيعها على العاملين وكتب فيها: (لن أسمح لأحد أن يشكك في قدراتي، وسأصل للهدف بطريقة واحدة.. وهي أن نبذل معاً جهدا أكبر).

في (عام 1995) وصل براين لهدف الخريطة وهو صافي ربح مليون دولار، والطريق المرسوم في الخريطة كان عبارة عن أربعة دوائر مكتوب فيها، خدمة مميزة للعملاء، سرعة في الوصول، الإنتشار، زيادة عدد الشاحنات. حينها قرر أن يرسم خريطه كل خمس سنوات والجميل في الأمر أنه كان يحقق أهدافها بنجاح واستمر يفعل الأمر نفسه إلى أن أصبحت ثروته في 2006 مئة مليون دولار.

بعدها أسس براين براين شركة أخرى تعتبر الأولى من نوعها وهي "دهان المنازل المستعجلة" والتي تقوم فكرتها على إنجاز سريع، بنظافة عالية، وأسعار منخفضة. واليوم تمتلك شركتي براين في "جمع المخلفات" و "دهان المنازل " أكثر من 550 فرع بين أمريكا وكندا.

ملك المخلفات (براين) المريض بالديسلكسيا مثل "جراهام بيل" مخترع الهاتف" والعالم الشهير "ألبرت أنيشتاين" أصبح يعطي دروسا في الإنجاز لطلبة المدرسه التي طرد منها والجامعة التي يكمل تعليمه بها، رسم مؤخراً خريطته للسنوات الخمس القادمة والتي تهدف إلى تحقيق بليون دولار أمريكي وأضاف لها عبارة جديدة تقول: (اختياري للأشخاص المناسبين، هو سر نجاحي).

فيديو مختصر للقصة



براين وهو يقود إحدى سيارات أسطوله

ملصق إعلاني لبراين، وهو يروج لشركة دهان المنازل




الخريطة التي خلف براين هي للأعرف الخاصة بشركة جمع المخلفات فقط

هناك تعليق واحد:

  1. زادت نسبة املي في النجاح شكرا على القصة

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.