الأحد، 4 مايو 2014

ياسر وعُلا.. الزوجان اللذان أنجبا "فانوس"

ياسر وعُـلا، زوجان جمعهما الحب، والشراكة، ثم النجاح.. لم ينجبا مولوداً منذ سبع سنوات، فأكرمهما الله بـ فانوس.

ياسر

نقلاً عن صحيفة مكة

بدأت أولى خيوط قصة نجاح الزوجين (ياسر و عُلا) بين تبوك وحائل، تلك المدينتين الصغيرتين في الحجم مقارنةً بالعاصمة ومدينتيّ (جدة، والدمام)، درس ياسر كل مراحله التعليمية في تبوك، فيما درست عُلا كل مراحل تعليمها في حائل، مسقط رأسها ورأس ياسر.

كان يأمل والد ياسر أن يرى ابنه طبيباً أو مهندساً مدنياً مثله، لكن ياسر أنهى المرحلة الثانوية ليلتحق بكلية المعلمين في حائل متخصصاً في الحاسب الآلي الذي غير مسار حياته. حيث كان لا يكتفي بما كان يدرسه في الكلية، فكان على التوازي يتعلم ذاتياً؛ فبدأ بالبرمجة، ثم التصميم ثم أنظمة التشغيل، وبخاصة اللينكس، ثم أبحر في عالم الاختراق والحماية، مخصصاً معظم وقته للحاسب، حتى إنه كان يتطوع بالعمل في محال صيانة الحاسب بالمجان، ويمضي الساعات والأيام في تصليح الأجهزة وتثبيت الأنظمة والبرامج ليكتسب الخبرة ويستمتع بهوايته الوحيدة.

في عام ٢٠٠٦ ابتعث ياسر لدراسة الماجستير في "حماية أنظمة الحاسب الآلي" في إنجلترا، لكنه لم يكن بمفرده، ففي المقعد المجاور له كانت تجلس زوجته عُلا ابنة السبعة عشر ربيعاً التي أدركت منذ اللقاء الأول مع شريك المستقبل، أن الحديث عن الحاسوب، ذلك العالم الذي لم تكن تعرف عنه شيئاً، سيكون طريقها إلى قلبه، وليس معدته. تقول: "لم يكن حوارنا الأول عن المستقبل والأطفال والمنزل، كان مجمل حديثنا عن أهم المواقع الإلكترونية وأبرز البرامج التي تساعدني على تعلم الحاسب الآلي، وبعدما تجاوزت اللغة انضممت للجامعة لدراسة هندسة البرمجيات".

واجه ياسر في بداية حياته الزوجيه في الغربة صعوبات كثيرة كونه مسؤول عن زوجه صغيرة في السن مثله، وحاجز اللغة الذي واجهاه معاً، وتلك النظرة الدونية من قِبل الطلاب السعوديين لخريج كلية المعلمين من حائل، وليس من إحدى كليات الحاسب الآلي من جدة أو الرياض أو الظهران، ظناً منهم أنه أقل علماً منهم، ولكن سرعان ما بدأ يثبت ياسر للجميع أنه مختلف بإصراره وعزيمته، فحصل على الماجستير في جامعة (كاردف) العريقة، وألتحقت عُلا بجامعة يويك بمقاطعة ويلز. تقول: "في السنة التحضيرية كان أول اختبار لي بمادة الحاسب، ولم أحقق العلامة المطلوبة، فأصبت بالإحباط لكن المفاجأة أن ياسر كافأني بهدية وهي "جهاز لاب توب" وسخر مزيداً من وقت ليعلمني أشياء كثيرة في الحاسب الآلي، وأسراراً تقنية خاصة بالأنظمة والأجهزة والتقنيات".

بدأ ياسر مرحلة الدكتوراة بإشراف أحد أهم أساتذة العالم في تخصص الحوسبة السحابية والشبكات والأمن، البروفيسور (عمر رانا) الذي يخشاه الكسالى والطلبة العاديين. فأجتهد إلى أن نشر ٥ بحوث علمية، وقام ببرمجة وإنشاء أكثر من ٤ خورازميات خاصة في الذكاء الاصطناعي والأمن، بالإضافة إلى برامج في الاختراق والأمن مما دفع الجامعة لاقتراح فتح شركة تقنية أمنية لتقديم برامج وأنظمة حماية للشركات العالمية والدول، مستفيدة من جهوده هو وكثير من الطلاب المبدعين، لكن ياسر وعُلا كانا يحلمان بإنجاب (فانوس) لذلك قررا العودة للوطن.

فانوس، هو جهاز لوحي سعودي صممه الدكتور (ياسر بن علي العصيفير) وزوجته المهندسه (عُلا بنت عبدالمحسن القويعي) التي تخرجت بإمتياز مع مرتبة الشرف في جامعة يويك. وصُمم الجهاز ليستهدف الأطفال وطلاب المدارس على وجه الخصوص، والسر ليس في اختراع الجهاز فقط، بل في برمجة نظام تشغيله الذي يمنح الأبوين والمعلمين وإدارة المدرسة إمكانية التحكم بالجهاز عن بعد، ومعرفة الصفحات والبرامج التي تم زيارتها، وغلق البرامج، وتصفح الإنترنت الآمن، وكثير من التفاصيل التي لن يستوعبها المقال. تقول علا: "بدأ حلمنا بإنجاب (فانوس) قبل أن ننجب أطفالنا، فياسر كان يسخر وقته كله لفانوس بعد أن حصل على الدكتوراة، وأنا خصصت مشروع تخرجي لإنتاج برنامج لإدارة جامعتي يويك وهو خاص لدعم التواصل بين الطلاب والمشرفين؛ لتسهيل الوسائل الدراسية عليهم. وبعد تخرجي كثفت جهدي مع ياسر وفريق العمل لإنتاج الجهاز فانوس FanOS".

ياسر وعُلا، اتفقا على مواجهة دعاوى الإحباط وتثبيط الهمم بالإنجاز الدامغ، تقول علا وهي ممسكةٌ بجهاز فانوس كطفلها، وبعدما أصبح منتجا حقيقيا سيتوفر في الأسواق خلال الأشهر القادمة: "ياسر كان مديري صباحاً وزوجي مساءً، وكنا نعمل بشكل يومي دون أي عطلة، إلى أن استطاع ياسر تكوين فريق عمل محترف، وفي تخصصات دقيقة، يعملون معنا بإخلاص وحب؛ لأنه يتعامل معهم كصديق ومحترف يعرف ماذا يريد وإلى أين سيصل". فيما يقول ياسر: "في اجتماع لعرض مشروعي على جهةٍ حكومية قالوا لي: كيف يمكن لسعودي بناء جهاز ونظام تشغيل مثلما فعلت مايكروسوفت وماكنتوش؟ وكان جوابي ببساطة: لأن عندي عقلاً وإصراراً وطموحاً مثلهم".

للنجاح أيضاً متلازمة جميلة تغير وجه الحياة، حين يحرص أحدهم على ألا ينجح إلا وشريكه في يده، حينها يصبح كل نجاح للشريكين وليداً يحتفلان بأول صرخة له في الوجود، والحياة الزوجية السعيدة لها نكهاتٌ عدة، أروعها.. أن يتشارك الزوجين قصة نجاح مشتركة، ويؤمنان بها معاً، ويدعمانها معاً، ويتقاسما ثمارها معاً.

ياسر في مكتبه، ويحمل في يده جهازه اللوحي فانوس

مكتب عُـلا الذي تعمل عليه طوال اليوم لمساندة ياسر

وهنا في حفل تدشين الجهاز قبل أسابيع

جهاز ياسر اللوحي "فانوس" الذي يُستخدم أيضاً
كبقية الأجهزة الحالية في التصفح وتحميل البرامج

صورة لياسر وهو في الرابعة عشرة أثناء زيارة للولايات المتحدة الأمريكية مع أسرته

مكتب ياسر في جامعة كاردف

ياسر على طبيعته في مجلس والده بحائل


هناك 9 تعليقات:

  1. رائع ياابا يوسف
    بارك الله فيك و وفقك و وفقهما

    سليمان

    ردحذف
  2. والنعم في ياسر و علا ،كان لي الشرف معرفتهم عن قرب و هم مثل يحتذى به من قبل كل المبتعثين خاصة و أبناء الوطن عامة اسأل الله لهم كل التوفيق و أن يكون فانوس منافسا عالميا قريبا بإذن الله

    ردحذف
  3. الله ينفع به الاسلام والمسلمين .. هذا هو ( الفخر )!
    وشكرا من القلب لياسر وعلا

    ردحذف
  4. هكذا يبنى الأوطان وسمعه طيبه في الخارج قولا وفعلا بارك الله فيكم جميعا

    ردحذف
  5. شرف كبير لكل مسلم

    ردحذف
  6. ماشاء الله تبارك الله
    قصة نجاح مُبهرة و مثال يُحتذى به
    اتمنى لهما التوفيق و ننتظر منهما الكثير

    ردحذف
  7. أولا شكراً للأخ مفيد على نشر هذه القصة المفيدة والمفخرة لأبناء الوطن.
    ثانياً: لماذا لم نسمع عن هذا المنتج عبر الاعلانات ووسائل الاتصال الأخرى ، وخاصة الواتساب الذي
    يتابعه أغلب الأباء والأمهات !!!!

    ردحذف
  8. ماشاء الله
    يستاهل ابن حايل دار الكرم والجود

    عقبى مانشوف المنتج فانوس في مكتبة جرير

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.