نقلاً عن (العربية.نت)
في حي ويملبدون بلندن
يعيش الفتى الإنجليزي "نيكولاس الويسيو" المهووس منذ طفولته بالكمبيوتر،
والذي ولد لأبوين أستراليين مغتربين في (1 نوفمبر 1995). بدأ نيكولاس قصة نجاحه منذ أن كان في
العاشرة من عمره حينما أطلقت شركة آبل تطبيقات منصة الآيفون iPhone
للهواتف المحمولة، حين زار أحد متاجر آبل وظل يسأل جميع الموظفين عن كيفية تعلم برمجة
تطبيق خاص به، وللأسف كانت إجابة كل العاملين له: " لا نعلم ".
تقول والدته: " نيكولاس
طفل فضولي للغاية، ويحب أن يتعرف على الأشياء بنفسه، ولكنني لم أكن أتوقع أنه
سيكون شيئاً خارجاً عن المألوف، ولكن على الرغم من إنجازاته الرائعة، ما زال كبقية
الأولاد يخرج مع أصدقائه في عطلة الأسبوع ويحتفل معهم في مناسباتهم ".
نيكولاس وهو في الثالثة عشر
من عمره
لم ييأس نيكولاس من
عدم مساعدة موظفي آبل له كونهم لا يعرفون كيف يمكنه تعلم برمجة تطبيق، وبدأ يعلم
نفسه من خلال مقاطع (يوتيوب)، إلى أن برمج تطبيقه الأول في صيف 2008
ويقول نيكولاس ضاحكاً: (قمت ببرمجة تطبيقي الأول وهو جمع خطابات
وأحاديث الرجل الذي أعشقه ستيف جوبز الرئيس التنفيذي لشركة آبل، وحينما قمت
بمراسلة آبل لوضع التطبيق ضمن تطبيقات الآيفون، تم رفض التطبيق لأنني لا أملك حقوق
نشر المقاطع الصوتيه للسيد ستيف جوبز، حيث كنت أشبه بمن يسرق شخص ويذهب له طلبا في
المساعده.. ثم قمت بتطوير تطبيق آخر يتيح للمستخدمين لمس الصور على شاشة الهاتف
فتصدر أصواتا تتناسب مع الصور ولم يحقق نجاحا يذكر).
ثم أطلق نيكولاس مشروعه
ترايمت ( Trimit
) الذي كان انطلاقةً له إلى عالم الثراء
والأضواء، حيث ربح في يومه الأول بعد اطلاقه مبلغاً مذهلاً بالنسبة له وهو 79
جنية إسترليني ولكن بنهاية عامه الأول (نوفمبر 2012) كان عدد من قاموا بتحميل التطبيق أكثر 750
ألف مستخدم وعدد القراءات التي تمت عبر التطبيق تجاوز 75 مليون مرة. وتقوم فكرة تطبيق ترايمت الذي
أطلقه نيكولاس من غرفة نومه، على منح المستخدمين سهولة في مشاركة المحتويات
المطولة من محركات البحث واختصارها بحيث يتم تبادلها عبر رسائل البريد الالكتروني
والرسائل النصية القصيرة وتويتر وفيسبوك في صيغة TXT.
يقول نيكولاس: (كنت أبحث عن معلومات في جوجل وبعض محركات البحث الأخرى أثناء كتابة
موضوع في مادة التاريخ، على الرغم من أنني وجدت كل المعلومات التي بحثت عنها إلا
أنني واجهت صعوبة بالغة في تلخيص هذا الكم الهائل من المعلومات لإختصار الوقت،
فبدأت تدور في رأسي فكرة المشروع).
نيكولاس في
غرفة نومه حينما قام بتصميم تطبيق ترايمت
بدأ التطبيق
يجذب أنظار أصحاب النفوذ في وادي السيليكون والمستثمرين والمشاهير، ولكن اهتمام المجموعة
الإستثمارية التي يملكها "لي كاشينج" كان سريعاً جداً، حيث قاموا بمراسلته
عبر الإيميل لعقد اجتماع مباشر مع مالك المشروع، وهم لا يعلمون أن خلف هذا المشروع
ولد يعمل من غرفة نومه، واستمر السر محيراً لشركة الملياردير عن هوية صاحب المشروع
الذي لم يرد على ثامن أغنى رجل في العالم، والسبب الحقيقي هو أن نيكولاس لا يعلم ماذا
يفعل في مثل هذه المواقف لصغر سنه خصوصاً أن من يرغب بالتواصل معه "ملياردير من
هونج كونج"، وبعد إلحاح وعدة مراسلات تحدث نيكولاس مع والديه وتجاوبا مع
الشركة فذهبا بنيكولاس للإجتماع بالشركة في مقرهم بلندن.
في طريقهم
للإجتماع كان ما يدور في رأس نيكولاس طريفاً للغاية، يقول نيكولاس:
(كنت متجها مع والداي وأنا استمع لهما أن الملياردير يرغب بشراء المشروع
أو الشراكة فيه، وكل ما كان يدور في رأسي هو أن الصفقة لو تمت سأحصل على مبلغ يمكنني
من شراء كمبيوتر جديد بحد أقصى).. وانتهى الاجتماع مع الويسيو ووالديه بتلقي تمويلا
استثماريا بقيمة 300 ألف دولار (أي ما يعادل 1,125,000
ريال سعودي) لتطوير المشروع وإطلاقه بشكل مختلف.
السيد (لي كاشينج) ثامن أغنى
رجل في العالم.. وفي المقابل نيكولاس حينما أطلق مشروعه سوملي
عمل نيكولاس بعدها
على تطوير مشروعه الذي أصبح يطلق عليه سوملي Summly
والتي تعني الملخص (Summarization)،
وتقوم فكرته على سرعة توفير ملخصات للقصص الإخبارية، أو في أي مجال آخر من مئات
المصادر الموثوق بها في مكان واحد وبشكل مختصر، هذا التطبيق الرائع دفع شركة ياهوو
Yahoo
العالمية إلى تقديم أعلى عرض سعر من أجل الظفر بالتطبيق وشرائه ليكون ضمن باقة
تطبيقات ياهوو مقابل 30 مليون دولار أمريكي (أي ما يعادل 112,500,000
مليون ريال سعودي) ولأن شركة ياهوو تقوم بجمع الخبرات من حولها ومن لديهم شغف في
عالم التقنية والبرمحيات، قدمت لنيكولاس أيضاً عرضاً للإنضمام إلى شركتهم، التي
بدأ فعليا العمل بها من مقر شركة ياهوو في لندن حيث لم ينهي دراسته بعد.
نيكولاس ليس ولداً
خارقاً للعادة حتى يكون ضمن قائمة أكثر 1000 شخصية مؤثرة في لندن، أو قائمة 30/30
التي تصدرها مجلة فوربس عن أنجح 30 شخصية تحت عمر 30 عاماً، أو جائزة (الإلهام البريطاني) لرواد
الأعمال، أو جائزة (روح لندن)، أو أن تكتب عنه أعرق الصحف العالمية وتقابله أشهر
القنوات والإذاعات العالمية. هو ولد عادي جداً ولكن كان يطمح لأن يكون ناجحاً في
مجال التطبيقات الهاتفية.
في الوقت الراهن، يبلغ نيكولاس الثامنة عشرة من
عمره، ويدرس في جامعة "كينجز كوليدج" في التخصص الذي يحبه "التصميم
والتكنولوجيا"، حيث حصل على منحة دراسية أكاديمية نظراً لقدراته التي ظهرت
مبكراً، وهو منشغل بين الدراسة والعمل في شركة ياهوو، ولم يتفرغ لصرف أمواله بعد،
ويقول حول ذلك: (أنا أصغر من أن أقدر قيمة هذا المال كله، وليس لديّ أي قروض أو
ديون لأنشغل بسدادها وتبديد هذه الأموال على الترفيه أو الإستلقاء على وبالنسبة لي
مئاتٌ من الجنيهات تعتبر كثيرةً جداً على احتياجاتي).
نيكولاس الذي
لايزال يطمح لإنجاز الكثير في حياته، حيث يرى أنه في أول الطريق
إن الطريقة
الوحيدة لإنجاز أعمال عظيمة هي أن تحب ما تعمل
وإذا لم
تجد ما تحبه، فاستمر في البحث عنه
(ستيف جوبز)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.