الأحد، 30 مارس 2014

ناصر بن سليمان الشقيران "صانع القطار"



(ناصر) شاب أخفق في دراسته وتخرج من المتوسطة وهو في الـ 18 وفشل في مشاريع مختلفة، وواجه كثير من الإخفاقات والصعوبات (والحسد)، إلى أن أعتبر من قصة تصميمه للقطار وأتخذها منهجاً لحياته.. نجح.


نقلاً عن صحيفة مكة

أتم ناصر بن سليمان المرحلة المتوسطة متأخراً وهو في الثامنة عشرة من عمره. لم يكن متفوقا دراسياً ولم تؤنبه أسرته أبدا لعدم تفوقه في حياته، فقد نشأ في أسرة متوسطة الدخل ومجتمع يؤمن بالتجارة والعمل باليدين أكثر من التعليم.

اضطر للعمل في ورشة والده "للخراطة" وهي حرفةً لا يقبل عليها السعوديون، لكنه أجادها، وكان يتساءل دائماً: متى أمتلك مشروعي الخاص؟ ومن مبلغ جمعه لمشروع بسيط قوامه سيارة نقل وجهده العضلي، افتتح أول مشروع لنقل العفش وتنظيف الخزانات، ولم يمض سوى أشهر حتى قرر العودة للدراسة إلى جانب عمله الذي بدأ يدر عليه يومياً آلاف الريالات.

حينما التحق بالثانوية التجارية مساءً  تجاهل نظرات زملاء الدراسة وتعليقاتهم على ثيابه المتسخة أحياناً والمبتلة بمياه الخزانات ورائحة مواد التنظيف أحياناً أخرى، إلى أن أتفق مع أحد أصدقائه على افتتاح أول صالة للعب البلياردو في "بريدة" على أن تكون الإدارة له والتمويل مشاركة بينهما. ثم سافر ناصر إلى سوريا لتوفير الطاولات حتى لا يتحمل تكاليف عالية في تأسيس مشروعه الذي وصلت أرباحه قرابة 30 ألف ريال شهرياً.. وفجأة اختلف الشريكان وقرر ناصر بيع حصته إلى شريكه ليتفرغ لمشروع آخر وحلم جديد.

كانت سلبيات الشراكة مع صديقه درساً له، حيث قرر أن يستفيد من المبلغ الذي بحوزته في افتتاح ورشة "للخراطة" كتلك التي يمتلكها والده كونه عشق المهن اليدوية ونجح من خلال ورشة والده بتصميم "قطار" ليتجول به ركاب مهرجان بريدة السياحي عام 1997 واضعا نصب عينيه النجاح والتميز وابتكار أفكار جديدة ينافس بها الآخرين في مدينة بريدة، كما أبدع في تصميم القطار الذي فاجأ به أهالي بريدة ومسؤولي المهرجان، وألهمه أن يقدم على الدوام شيئاً مختلفاً ليتميز بين المنافسين ويخلق لنفسه فرصاً جديدة نحو النجاح.

التحق ناصر بالكلية التقنية وفي صيف 2006 سافر إلى الصين ليجلب أجهزة ومعدات متطورة منخفضة التكلفة للورشة التي أستأجرها، وهناك اكتشف معلومات جديدة مكنته من ابتكار أول (فرن متنقل) للبيتزا والمخبوزات، ثم انتقل إلى انتاج الرخام الصناعي فكان أول من صنعه في السعودية، ثم عمل على تطوير حوامل السيارات (المساعدات) من النظام الهيدروليكي الهوائي إلى النظام العادي الذي يمنح السيارة اتزانا أكثر وبقيمة أرخص، ثم طور عمله فتوجه لتنفيذ المكيفات الصحراوية بأحجام كبيرة لخدمة الصالات والاستراحات الكبيرة، أيضاً استفاد من تردده على الصين في تلبيس المعادن بالكروم والنيكل، ولفت انتباهه أن بعض المنتجات الصينية الرخيصة بالإمكان تطوير شكلها لتكون تحفاً إذا أضاف لها قوالب ولمسات خاصة بالفيبر جلاس والألياف الزجاجية، الفكرة التي أثمرت مصنعاً لهذا الغرض.

ناصر الذي فشل تعليمياً في بداية حياته كان واثقاً بأن الله يهب لكل الناس الفرص، وأن الذي لا ينجح في مسيرته التعليمية ليس بالضرورة أن يكون فاشلاً بقية حياته. لذلك تألق في الثانوية التجارية والكلية التقنية لأنه اختارهما بإرادته ووجد فيهما ما يطور قدراته.

ناصر الذي خسر في مشاريع مختلفة منها مطاعم ومغاسل، واجه صعوبات من نوع آخر مثل الحسّاد والمحبطين لكنه لم يشغل نفسه بهم وتفرغ للعمل والإنجاز. واليوم يعتبر ناصر بن سليمان الشقيران البالغ من العمر 41 عامً، واحداً من أنجح شباب الأعمال في منطقة القصيم، وأصبح يمتلك منزلاً فارهاً واستراحةً فخمة وأصولاً تجارية بالملايين موزعة بين عدة مصانع ومشاغل نسائية ومحلات تجارية، لأنه كان يفكر بشكل مختلف عن الآخرين وينجز بإتقان. يقول ناصر الذين يدين بالفضل لزوجته التي ساندته دوماً: (أعظم شيء في الحياة أن تكون باراً في والديك، وأن تكون صاحب مهنة تعشقها لتبدع فيها).


يعمل بيده على صناعة مجسمات من الفيبر جلاس

وهنا يعمل يستخدم أجهز الخراطة التي عشقها وأبدع فيها


وهنا يفاوض في أحد معارض الصين لشراء أجهزة ومعدات حديثة

الأمير الدكتور فيصل بن مشعل نائب أمير القصيم، يكرم ناصر بجائزة الشاب العصامي


هناك تعليق واحد:

  1. من جد ومن زرع حصد ،،وبالعزيمه يعمل الانسان المستحيل. المستحيل فقط من وجهة كثير من المحبطين ،،هاذا الايمان بان ليس في العمل باليد عيب ..

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.