نقلا عن صحيفة مكة
في الثالثة من عمره انتقل (هوارد) إلى منازل الفقراء في بروكلين، حيث كان السكن بجوار الفقراء جحيماً بالنسبة له بجوار مئة وخمسون أسرة في الموقع الواحد، وكان والده الذي عمل مسعفاً أثناء الحرب العالمية الثانية يعمل في أعمال بسيطة لا تكفي مصاريف الأسرة، أما والدته فكانت إمرأةً قوية وتحرص على تعليم أبنائها الثلاثة مهما كانت ظروف الحياة قاسية، واضطرت أن تترك عملها كموظفة استقبال من أجل أن تتفرغ لأبنائها حينما لاحظت أبناء الجيران في الحي الفقير الذي يقطنون فيه سيؤثر في نشأة أطفالها.
في الثالثة من عمره انتقل (هوارد) إلى منازل الفقراء في بروكلين، حيث كان السكن بجوار الفقراء جحيماً بالنسبة له بجوار مئة وخمسون أسرة في الموقع الواحد، وكان والده الذي عمل مسعفاً أثناء الحرب العالمية الثانية يعمل في أعمال بسيطة لا تكفي مصاريف الأسرة، أما والدته فكانت إمرأةً قوية وتحرص على تعليم أبنائها الثلاثة مهما كانت ظروف الحياة قاسية، واضطرت أن تترك عملها كموظفة استقبال من أجل أن تتفرغ لأبنائها حينما لاحظت أبناء الجيران في الحي الفقير الذي يقطنون فيه سيؤثر في نشأة أطفالها.
اضطر هوارد وهو
في الثامنة أن يعمل في توزيع الصحف ليساعد أسرته واستمر كذلك إلى أن بلغ السادسة
عشرة من عمره، ثم عمل كاشيراً في أحد محلات الملابس، وكان على يقين أنه سيصبح
شيئاً مهما يوما ما؛ كونه بدأ يؤمن أن الناجحون الحقيقيون كانت بداياتهم من الصفر.
واستمر يجتهد في عمله ودراسته إلى أن تخرج من المرحلة الثانوية، ولأنه كان رياضيا متفوقا
بين أبناء الحي الفقير حصل على منحة تعليمية من (جامعة ميتشتغن) لينضم لفريق كرة
القدم في الجامعة، ولكن انشغاله بالعمل والدراسة أفقداه فرصة التفوق في الرياضي في
الجامعة فأصبح لزاماً عليه دفع مصاريف تعليمه بنفسه أو المغادرة.
لم يكن أمامه
إلا أن يعمل عملاً اضافياً في الليل وهو "سائق شاحنة" وفي مراتٍ عديدة
أضطر أن يبيع دمه ليحصل على مبالغ تساعده على الحياة إلى أن تخرج من الجامعة وعمل
بعدها في شركة زيروكس العالمية ثم انضم بعدها إلى شركة سويدية كانت تبيع آلات صنع
القهوة. وفي إحدى زياراته لأحد العملاء من بائعي (حبوب القهوة) في سياتل، شعر أن المتجر
وبقية الأفرع التابعة له والمملوكه لثلاث أشخاص كانوا طلبة جامعة، تتميز بديكورات
منزلية تمنح زوارها حميمية المنازل، يقول هوارد: (عندما دخلت المحل لأول مرة علمت
أني في منزلي "I knew I was home" فعلاً لا يمكنني وصف ما شعرت به للوهلة
الأولى، لكني شعرت أنني في مكان مميز). فعرض أن يعمل معهم ولكنهم أعتذروا منه،
ولكنه ظل يحاول في إقناعهم لمدة عام كامل حتى قبلوا بتوظيفة مديراً للتسويق ومبيعات
التجزئه.
وفي إحدى
رحلاته إلى ميلان تفاجأ بعدد محلات القهوة Coffee Shops الموجودة هناك والتي يجتمع فيها الناس للإستمتاع بشرب القهوة والحديث لساعاتٍ
طويلة في أماكن مريحة، وليس كما يحدث في أمريكا وهو بيع (حبوب القهوة) الرخيصة،
فقرر أن تكون أفرع الشركة التي يعمل بها في أمريكا بنفس الفكرة، وناقش المؤسسين
الثلاثة الذين لم يقتنعوا أبداً بالفكرة ولكن أمام اصراره سمحوا له بتنفيذ فكرته في
فرعهم الجديد الذي سيتم افتتاحه قريباً.
نجحت فكرة هوارد
نجاحاً باهراً، وجذب المحل مئاتٍ من العملاء يومياً، وسعى لأن تتحول الأفرع كلها
إلى نفس الفكرة (من محلات بيع حبوب القهوة، إلى محلات للجلوس وشرب القهوة
الجاهزة)، ولكن الملاك لم يرغبوا في التوسع كثيراً وكانوا يخشون من أن تكون مجرد
فكرة ناجحة بالصدفة، فقرر هوارد تركهم ومغادرة الشركة ليفتتح مقهاه الخاص الذي
صممه ليكون مكاناً مميزاً للجلوس وشرب القهوة، وبعد عامين على نجاح مقهاه وبمساعدة
مستشمرين عاد للشركة التي عمل بها وعرض على المستثمرين الثلاثة شراء شركتهم
وأفرعها مقابل 3,8 مليون دولار، لأن هوارد كان مقتنعا أن
الامريكيون سيقذفون بأموالهم لشراء القهوة بدولارات بعدما كانوا يدفعون سنتات
مقابل الحصول عليها كحبوب.
ثم عمل هوارد
على التوسع وافتتاح أفرع متتالية في كافة أنحاء أمريكا؛ نتيجة نجاح فكرته التي آمن
بها وعمل على إنجاحها بجدٍ واجتهاد وليس بالحديث فقط، واليوم أصبح عدد الأفرع التي
يمتلكها هوارد يتجاوز الـ 18 ألف فرعاً حول العالم، وتقدر ثروته بأكثر من
اثنين بليون دولار.
إنه هوارد
شولتز Howard Schultz مالك سلسلة مقاهي ستاربكس Starbucks
التي تفتتح كل 12 ساعة فرعاً حول العالم.
مقال رائع
ردحذفشكراً
النجاح حلو
ردحذفمقال جميل الي الامام دوما
ردحذفمتى تظهر فكرتي للنور
ردحذف