من وضع اجتماعي مميز، وحياة مترفة ومنزلٍ أنيق، إلى منزلٍ فوق "كراج سيارات" وفقر مدقع، دفع ريتشارد إلى ترك مدرسته وهو ابن السادسة عشر.. قصة العودة بعد الإنهيار
غادر (كلايف ديسموند) المشهور في بريطانيا كمخرج للإعلانات
التلفزيونية والإذاعية، إلى أفريقيا في رحلة عائلية إلى الأدغال وهناك قرصته حشرة
أفقدته سمعه إلى الأبد. عاد بعدها محبطاً للغاية كونه فقد الحاسة التي تكسبه لقمة
عيشه، وشعر أن الحياة أصبحت بلا طعم كما هي صامته حوله، ثم خسر حياته السعيدة وباع
منزله الكبير وانفصلت زوجته عنه؛ لأنه أدمن على الخمر والقمار واستسلم لليأس، اصطحبت
زوجته ابنها الصغير (ريتشارد) لتعيش فوق كراج سيارات. وحاصرها الفقر والحاجة مما
دفع بابنها أن يغادر المدرسة وهو في الخامسة عشرة من عمره.
كره ريتشارد حياة الكراج والفقر التي أجبر عليها بعدما كان طفلاً
مدللاً في أسرة مستقرة، وقرر أن لا يستسلم لهذه الحياة كما فعل والده الذي خسر كل
شيء، فكانت الموسيقى حياته حيث انضم لفرقة شبابية تجوب الشوارع والحانات، وبدأ
اسمه ينتشر كمحترف في مجال الموسيقى والصوتيات إلى أن عمل في شركة كبرى بجانب عمله
المسائي مع أصدقاءه.
وفي سن الواحد وعشرين أسس مجلةً شهرية متخصصة في الموسيقى من تلك المبالغ
طوال سنوات، ولكنه خُدع من المطبعة التي أصدرت له العدد الأول وجعلته ينفق ضعفي
القيمة المفترضه. فتعثر عن إصدار العدد الثاني وأصيب بإحباط وحرج من المعلنين
الذين ألتزم معهم بإصدار العدد الثاني. لكنه اعتمد على نفسه وقرر أن يبحث عن مطبعة
بديله ويستكشف أسعار السوق كافة إلى أن عاد لإصدار مجلته من جديد بعدما جمع لها
تكلفة إصدارها. وحينما بدأت مجلته في تحقيق الشهرة، أصدر مجلة OK الشهرية التي لم يكتب لها
النجاح في البداية، فغامر بتحويلها إلى مجلة أسبوعية وهو أمر مكلف للغاية وقرار
خطير لمجلة لم تنجح شهرياً في الأساس.
بعد أشهر من اصدارها الأسبوعي وتفرغه لها بجهد مضاعف، بدأ الجمهور
البريطاني يُقبل على شراءها إلى أن أصبحت مرجعاً للقنوات الفضائية ووكالات الأنباء
والصحف لتميز أخبارها وسبقها الصحفي العالمي مثل نشر قصة وصور ولادة طفل مايكل
جاكسون الحصرية، إلى أن أصبحت اليوم من أشهر المجلات العالمية والتي تعتبر مرجعا
للقنوات الفضائية ووكالات الأنباء.
بعد نجاح مجلة OK قرر امتلاك مطبعته الخاصة وهو
ما حصل عام 1999 ثم اشترى الصحيفة الشعبية الشهيرة Express التي
كانت تعاني من أزمات مالية بمبلغ 125 مليون جنية استرليني، وكان لزاما عليه تسديد قرضها
البالغ 97 مليون جنية خلال ستة أشهر فقط، واستطاع فعلا تسديد القرض من خلال تخفيض
المصاريف وزيادة المبيعات.
اليوم يمتلك أيضاً أربع قنوات تلفزيونية فضائية بجانب عدة مطبوعات
شهيرة وناجحة، ووفقا لمجلة فوربس يعتبر ريتشارد الذي كره حياة (الكراج والفقر مع
والدته) في المرتبة الـ 25 بين أثرياء بريطانيا. وتقدر ثروته قرابة اثنين مليار
دولار أمريكي.
آمل ان انرى مدونتك يوما ما مقيدة في كتاب ذاخر بكل قصص الالهام.. تقبل مودتي واحترامي
ردحذفما شاء الله😔
ردحذفماشاء الله عليه هدف وعزيمة
ردحذف