عانى مؤسس الـ cnn من قسوة والده، وحياة "السكن الداخلي" بالمدارس منذ أن كان في الثالثة من عمره، وفُصل من الجامعة وتوفيت شقيقته وأنتحر والده.. لكنه أصبح أهم وأشهر رجال الأعمال والإعلام في العالم.
عاش (تيد تيرنر) طفولة صعبة وقاسية جداً، وكبر وحيدا من غير حب كونه
تمرس على السكن في المدارس الداخلية منذ كان في سن الثالثة من عمره، وعانى من قسوة
والده الذي كان يتفنن في ضربه إلى حد استخدام الأسلاك، وإذا بكى يكون العقاب مضاعفاً
حتى وصل لمرحلة التبلد، كل ذلك بسبب مرض الأب (باضطراب ثنائي القطب) الذي يجعل
المصاب به مكتئباً، بالإضافة إلى إدمانه على الشرب بعدما حجز البنك على مزرعته
وبيته في مدينة "كونكت" الأمريكية.
اضطر الأب أن يودع ابنه ذا الأعوام الثلاثة في مدرسة داخلية، والتحق بالقوات
البحرية الأمريكية أثناء معركة "بيرل هاربر" عام 1942. يقول تيد: (كانت فترة من حياتي فظيعة للغاية، شعرت فيها بالوحدة
وبأنني داخل السجن؛ ساحة العب محاطة بسياج شائك والأوامر اليومية قاسية وكأنما
توجه لمجرمين).
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية أصبح تيد في التاسعة من عمره، فأخذه
الأب هو وشقيقته ووالدتهما انتقل بهم إلى مدينة "سافانا" بولاية جورجيا
وهناك ألحقه مرة أخرى بالأكاديمية العسكرية، التي أمضى فيها ثلاث سنوات. وفي تلك
الأثناء، أنشأ الأب شركة صغيرة لبيع لوح الإعلانات أطلق عليها تيرنر للإعلان Turner Advertisement، أجبره والده على العمل
معه في الشركة في فترات الصيف. وحينما أصبح تيد في الثانية عشرة من عمره، أرسله
والده إلى مدرسة داخلية أخرى.
شركة الأب بدأت تنجح وتحقق عوائد مجزية، وحين أنهى تيد جميع صفوفه كان
يفكر في ارتياد "كلية نافال العسكرية" التي تؤهل الفنيين العسكريين
للبحرية الأمريكية، لكن والده أصر على دخوله جامعه براون لدراسة إدارة الأعمال والعمل
معه في الشركة إلى جانب دراسته أيضاً. لكن رياح تيد أتت بما لا تشتهيه سفينة
والده، إذ طُرد تيد من الجامعة لخرقه قوانين السكن الجامعي حينما أستقبل صديقته في
غرفته، وفي العام نفسه انفصلت والدته عن والده بسبب معاملته السيئة لها ولإبنها تيد،
تلا ذلك وفاة شقيقته وهي في الخامسة عشرة من العمر إثر معاناة من مرض "الذئبة
الحمراء" الذي أصاب جلدها وأعضاء من جسدها.
هذه الحوادث الأسرية ونشأة تيد القاسية أثرت في نفسيته كثيراً، فكان
يُغرق نفسه في العمل، إلى أن نصبه والده عام 1960 مساعداً للمدير، وسرعان ما أظهر تفوقاً انعكس في زيادة أرباح
الشركة إلى الضعف في سنته الأولى. لكن تيد انتكس مجدداً بعدما انتحر والده برصاصة
في الرأس نتيجة مرضه وضغوط العمل والديون التي بدأت تحاصر شركته.
تيد بجوار والده في حفل زفافه
عاد تيد وهو في الرابعة والعشرين من عمره ينهك نفسه في العمل مجدداً، ويجلس في المكتب أياماً متتالية. عمل ليل نهار لينجح بالشركة التي تركها له والده، واستطاع شراء كافة الحصص ليصبح المالك والرئيس التنفيذي وقام بسداد ديون الشركة، حيث كان يعرض على زبائنه تخفيضا إذا ما دفع العميل المبلغ مقدما بسبب حاجته للسيولة. كان شاباً شديدا فيما يتعلق بالعمل ولديه قوانين صارمة، لذلك نجح في إدارة الشركة حتى أصبحت من أكبر شركات بيع اللوح الإعلانية.
دخل تيد ثلاث تجارب زواج كلها فشلت لانشغاله الدائم بالعمل، لكنها
خلفت له خمسة أبناء. وحين لاحظ تيد اتجاه الزبائن لإعلانات الراديو والتلفزيون
اشترى خمس إذاعات ودمجها مع شركة لوح الإعلانات الخاصة به وغير إسمها إلى مجموعة
تيرنر للإتصالات Turner Communication Group حينها كانت صناعة
التلفزيون تسيطر عليها 3 قنوات فقط. وبعدها
بأعوام باع تيد المحطات الإذاعية واشترى محطة تلفزيونية، فكان يشتري حقوق الأفلام
القديمة والمسلسلات التلفزيونية، واستمر يبحث عن اتجاهات النمو ويلاحقها ليحقق
نجاحاً تلو الآخر إلى أن استطاع أن ينمي القاعدة الجماهيرية لقنواته، حتى وصل عدد
المشتركين إلى مليوني مشترك، وبلغت ثروته عام 1980
قرابة 100 مليون دولار.
ثم عزم تيد على خوض مغامرة جديدة، فافتتح قناة إخبارية تعمل على مدار
الـ 24 ساعة، وهي الفكرة التي
رفضها الخبراء من الإعلاميون والإقتصاديون، لكن تيد كان يعلم حاجة الناس للأخبار
التلفزيونية، فقدم لهم (CNN)
التي كافح كثيرا لإنجاحها رغم الانتقادات، وفي عام 1985 بدأتCNN تكبر وتنجح وتجني الكثير من العوائد، ثم أطلق CNN Radio يليها CNN International ثم اشترى شركة الترفيه MGM ليحصل على مكتبة الأفلام
الخاصة بها، الخطوة التي استنكرها المحيطون به مجددا، لكنها حققت له 125 مليوناً أرباحاً، وأصبح
حينها الملياردير (تيد تيرنر).
تيد في أول يوم بث لقناة الـ CNN في يونيو 1980
آواخر الثمانينات اكتشف تيد أنه يعاني بعض المشاكل العقلية، وتأكد أنه مصاب بنفس مرض والده، لكنه كان يقول لنفسه: (لن أهتم لكمية الشدائد التي ستقذف بها الدنيا عليّ, أريد فقط أن أصل إلى القمة) وسخّر جهده من أجل حلمه الأكبر (الـ CNN) التي لم تعتمد على الأخبار التقليدية في عملها وأثبتت نفسها كقوة إعلامية وسياسية خصوصاً حينما غطت أحداث تظاهر مليون شاب صيني في بكين وأظهرت المواجهة التي دارت بين الجيش والشعب، بعدها خطفت أعين العالم عندما غزا "صدام حسين" الكويت وكانت القناة الوحيدة التي تبث الحدث مباشرةً من بغداد، ما دفع مجلة التايمز الشهيرة أن تطلق عليه لقب (رجل العام).
أنشأ بعدها تيد مجموعة مشاريع جديدة مثل شبكة الرسومات المتحركة Cartoon Network وقناة للأفلام الكلاسيكية TCM
التي تعرض أفلاماً بدون إعلانات على مدار اليوم، ومن أبرز
إسهاماته عندما رفض الكونغرس الأمريكي أن يعتمد الأموال التي تُدفع كمستحقات
بلادها إلى الأمم المتحدة والبالغة قرابة ملياريّ دولار، حينها أذهل تيد العالم
عندما دفع ذلك العجز من ماله الخاص في 2001.
تيد مع الشخصيات الكرتونية التابعة لمحطته الفضائية للأطفال Cartoon Network
(تيد) الذي حُرم من حنان الأم والأب، ونشأ في المدارس الداخلية كالأيتام وعانى من قسوة والده وجبروته بالإضافة لكل الظروف التي أفقدته أسرته واحداً تلو الآخر ثم فصله من الجامعه لم تجعل يلعن الظلام والظروف والصعوبات، بل خلقت منه أحد أنجح رجال الأعمال والإعلام عالمياً لأنه أصر على النجاح وركض خلف طموحاته الكبيرة. يقول تيد: (يجب أن تضع أهدافاً أبعد من متناول يديك؛ ليكون لديك دائما شيء تعيش من أجله).
تيد داخل مقر قناة الـ CNN
يقول تيد: (لا يمكنك الإنسحاب
أبدا.. الفائزون لا ينسحبون أبدا.. والمنسحبون أبدا لا يفوزون).
يالله .. إصراره عجيب رغم كل هذه الظروف اللي مر فيها واللي كانت كافيه جداً ليأسه وإحباطه ..
ردحذفشكراً لك بقدر ماتلهمنا قصصك الشقيه والمفيدة يامفبد 😎❤️
شكرا لك .. قصه رائعه
ردحذفانت رجل حمار
ردحذفقصصك رائعة ...قد تكون دافعاً لبعض الشباب للعمل الجاد ...فشكراً لك.
ردحذف