الجمعة، 17 يناير 2014

كهلٌ في مضمار الشباب

نقلاً عن العربية.نت



تحظى شبكة التواصل الإجتماعي كيك keek بسمعة مدوية في منطقة الشرق الأوسط وبالأخص في السعودية، حيث يمثل السعوديين %37 من مستخدمي الشبكة. وهي شبكة تجمع ما بين "تويتر، وفيسبوك، وانستجرام، ويوتيوب" أسهها المهاجر البولدي ايزاك رايكاك Isaac Raichyk"" البالغ من العمر 66 عاماً في تورونتو بكندا، حيث يقيم منذ 42 عام بعد هجرته من وطنه الأم بولندا إلى إسرائيل ثم إلى الولايات المتحده الأمريكية.

بين نحو 300 شبكة تواصل اجتماعي عالمية أُسست بأيدي الشباب، يعد إيزاك رايكاك (Isaac Raichyk) البالغ 66 عاماً أحد المتنافسين في هذا المضمار مع شباب (فيسبوك، تويتر، يوتيوب، إنستغرام)، من خلال مشروعه كيك KEEK الذي يجمع ما بين (تويتر وفيسبوك وانستغرام ويوتيوب)، حيث خالف تصورات الجميع حينما دخل مضمار المنافسة في شبكات التواصل الاجتماعي وانطلق بلياقةٍ مفاجئة ساعدته فيها رشاقته البرمجية لأكثر من 35 عاماً.

هاجر إيزاك من وطنه الأم بولندا إلى إسرائيل ثم إلى أمريكا التي درس فيها الجامعة، ثم انتقل واستقر في مدينة تورنتو الكندية منذ 42 عاماً. وعمل خلالها في مجموعة شركات تقنية، حصل خلالها على دورات مختلفة لتطوير مهاراته في استراتيجيات النمو، وتخطيط الأعمال، وتدشين المشاريع، وغيرها من الدورات إلى أن أسس مجموعة شركات ناجحة قبل أن يؤسس مشروعه (كيك).
اختار إيزاك (أو إسحاق باللغة العربية) اسم مشروعه بعدما تصفح القاموس للبحث عن اسم مميز ومختلف، فوقعت عيناه على keek  التي تعني (انظر Look) باللغة الإنجليزية القديمة، وجاءت فكرة المشروع بعد مراحل من البحوث التي قام بها لتطوير فكرة تسجيل حياة الناس عبر أشرطة فيديو وتحميلها في موقع إلكتروني. ولكنه أدرك بعدها أن هنالك حاجة لوجود شبكة تواصل اجتماعي "مرئية ومختصرة" فحدد لها أن تكون 36 ثانية فقط، ويقول إيزاك عن سبب هذه المده غير المعروفة: "بأنه سر".

عُمر "ايزاك" متقدم جداً وفق تصوراتنا ليؤسس شبكة تواصل اجتماعي، لكنه استفاد من خبرته في مجال البرمجة لسنواتٍ تتجاوز عمر مؤسس موقع فيسبوك (مارك زوكربيرج)، وأطلق مشروعه بحماس منقطع النظير وكأنه المشروع الأول في حياته وبنظرة إيجابية مكنته من تثبيت دعائم حلمه، أصبح أيقونة تدور حولها أنظار الملايين حول العالم.

واللافت للنظر هو ذلك اليقين العجيب لديه بأن التقدم في السن لا يعني فوات الفرصة لتحقيق إنجازات قد تأتي متأخرة، وهو يقودنا لدرس مهم هو أن الحظ لا يأتي إلا لمن يكون مستعدا وجاهزا دائماً بالتأهيل والعلم والممارسة.

يرى إيزاك أن مستقبل مشروعه واعدٌ للغاية، إذ تجاوز عدد مستخدميه 60 مليون مشترك خلال ثلاث سنوات منذ إنشائه، وفي حديث خاص له عن مدى قدرة منافسة مشروعه (لفيسبوك وتويتر)، أجاب بثقة: "ولماذا لا.. فخبرتي تساعدني على عدم تكرار الأخطاء".

ولإيزاك مقولة شهيرة مشابهة لمقولة مؤسس سلسلة مطاعم (كنتاكي) الذي بدأ مشروعه هو الآخر في سن مقاربة لسن إيزاك، يقول فيها: (لا تتخلوا في يوم من الأيام عن أهدافكم.. العمر مجرد رقم).



الخميس، 16 يناير 2014

الفتاة التي أسست مدرسة من العلب الفارغة



لمشاهدة مقطع الفيديو، اضغط هنا

(كاتي) مراهقة كندية من مونتريال، سافرت في إحدى اجازاتها السياحية مع أسرتها إلى جمهورية الدومينيكان في أمريكا الشمالية، وكانت حينها تبلغ السابعة عشر من عمرها. وبعد أيام عدة قضتها في المنتجع السياحي، قررت الخروج للمدينة والإحتكاك بالشعب الدومينيكي، ولكن لفت نظرها وجود الأطفال في الشوارع أثناء الدوام المدرسي، وحينما سألت الكثير منهم أكتشفت أنهم جميعاً لا يذهبون للمدارس أساساً ولم يتعلموا أبدأ في حياتهم؛ لأنهم من جاليات إفريقية هاجرت للدومينيكان، و حسب نظام الدولة لا يحق لهم التعليم في المدارس الحكومية ولا يمتلكون ما يكفي من المال للإنضمام للمدارس الأهلية.

حينما عادت (كاتي) لمونتريال قررت أن تساعد هؤلاء الأطفال بجمع مبالغ مالية حتى تتمكن من افتتاح فصل دراسي مبدئياً، ومن ثم تحويل هذا الفصل لمدرسة للفقراء، وبدأت السعي في مشروعها من خلال جمع (علب المشروبات الغازية الفارغة) ومن ثمّ بيعها.

ثم تحمس لفكرتها مجموعات شبابية، وأصبحوا يساهمون في جمع المال بكل السبل، ومن خلال جمع العلب الفارغة من الشوارع ثم بيعها، إلى أن تحمس لفكرتهم معلم كندي الذي كان له دور كبير في تأسيس الفصل الدراسي الأول الذي أصبح بعد خمس سنوات مدرسة متكاملة للفقراء في الدومنيكان.

تقول كاتي: لم أتصور أن يتحول حلمي إلى حقيقة، وأن تكون المبالغ النقدية البسيطة التي يتم جمعها من بيع "علب المشروبات الغازية" سبباً في تأسيس مدرسة للأطفال المحرومين من التعليم.. ولكنه حصل".

الأحد، 12 يناير 2014

الأبله سعيدة.. صبابة القهوة




قصة مفيد النويصر - نقلاً عن (العربية.نت)
لم يكن في وسع السيدة السعودية التي فوجئت بأن من تقدم لها القهوة في العرس، هي نفسها معلمة ابنتها في المدرسة، وأن تخفي دهشتها. سألت الأم باستغراب: "هل لديك شخصيتان يا أبلة؟".
لم تجد المعلمة (صبابة القهوة) ما ترد به على السيدة، وقفت تنظر إليها عاجزة عن الكلام، وعجلة الذاكرة تعود بها سنوات إلى الوراء، حينما كانت في الخامسة من عمرها وخرج الرجال من بيتهم ببلدة (عنك) بالمنطقة الشرقية،  يحملون والدها على سواعدهم، ثم لم يعودوا به.

أسئلة كثيرة تفجرت حينها في عقل (سعيدة العمري) إلى أن تخرجت في المدرسة الثانوية، وأدركت أن الحياة لن تعطيها أكثر من ذلك، وأن عليها أن تعمل لتساعد أمها وإخوتها. فبدأت رحلة الشقاء حينما عملت في بيع القرطاسية بجامعة الملك فيصل بالخبر، تراقب الطالبات في طريقهن إلى المحاضرات التي حرمتها الفاقة من دخولها، لتتقاضى راتباً قدره ألف ريال، نصفها يذهب إلى سائق السيارة التي يوصلها من القرية إلى المدينة.

انتقلت سعيدة بأسرتها إلى الدمام ونظراً لإرتفاع ايجارات السكن في المدينة اضطرت أن تقبل بالعمل (مراسلة) في أحد المستوصفات بجانب وظيفتها، ولكنها لم تتحمل المعاناة والمضايقات التي لم تتوقف إلا برحيلها للمرة الأولى فيه ظل الرجل الذي أصبح زوجها، والذي كان يعمل (موظف أمن) براتب قدره 1200 ريال، ولم يكن في وسعها أن تشعر بالزهو أو حتى بكيانها أمام أهل خاطبها (عبد الله)، بعدما وجدت نفسها مضطرة من جديد لشغل وظيفة (عاملة نظافة) في  مجمع لتأهيل المعاقين عام 2002 م.

تفاجأت سعيدة بطبيعة عملها الجديد، حيث كان عليها أن تخدم 30 طفلاً من ذوي الإعاقة الحركية والشلل الدماغي، كانت تتطلب بعض حالاتهم الحرجة حملهم لمسافات طويلة ووضعهم على الكراسي أو تبديل ملابسهم وتنظيفهم في دورات المياه. تقول سعيدة: "كنت فكرت في الاستقالة بسبب الآلام التي عانيتها في ظهري ورقبتي تذكرت ظروفي الصعبة والتزاماتي تجاه أمي وأخوتي، بالإضافة إلى محبة الأطفال وابتساماتهم وأعينهم التي كانت تشكرني حتى وإن كانوا لا يستطيعون الكلام".
بعد عامين أفرجت الحياة على استحياء عن ابتسامة جديدة لسعيدة حينما اتصل بها مشرف الأمن ليخبرنها بأنه يرغب في ترقيتها على إحدى الوظائف الشاغرة بالمجمع، الأمر الذي كان موضع ترحيب مشرفتها الأستاذة هيلدا إسماعيل، التي تخصصت في مساعدة الأفطفال والمحرومين، فمنحتها كل الدعم رغم حاجتها لعاملة نظافة، لكنها كانت تعلم أن سعيدة سيكون لها شأن عظيم إن انطلقت".

في عام 2004 م، انجبت سعيدة طفلتها الأولى (نورة) وقررت أن تكون أماً مختلفة حينما تكبر نورة لترى أمها شيئاً ناجحا ومثالاً يحتذى به وليست صبابة أو عاملة نظافة. فقررت دراسة الكمبيوتر التي حصلت على شهاداتها في استخداماته بتفوق، ثم أعانتها السيدة هيلدا إسماعيل مرة أخرى على العديد من الشهادات والدورات التي أهلتها لكيفية التعامل مع الأطفال ذوي الإعاقة، ودفعتها للتسجيل في الجامعة نفسها التي كانت تبيع فيها القرطاسية، إلى أن ابتسمت لها الحياة حين عملت (مساعدة معلمة) في الفصول التعليمية للأطفال، تلك الوظيفة التي قاتلت هيلدا لكي تقنع الإدارة بمنحها لـ"عاملة النظافة" سعيدة، التي أصبحت مؤهلة للغاية.

المعلمه سعيدة، فقد زوجها وظيفته، ثم مرضت أمها مرضاً خطيراً مفاجئاً، فاضطررت لقبول وظيفة (الصبابة) في الحفلات والأعراس والبيوت أحيانا؛ لتغطية نفقات الحياة. تقول سعيدة: "اعتدت رؤية زميلاتي المعلمات اللاتي كان بعضهن يرفض السلام عليّ حتى لا تهتز صورتهن الاجتماعية، وكنت كلما عدت للمنزل وأنا أبكي أرتمي في أحضان أمي التي كانت تقول لي: العيب أن نمد أيدينا للناس أو أن نرتكب الحرام.

اعتادت سعيدة على رؤية الأمهات والزميلات في الأعراس وهي تحمل القهوة، ولكنها تعلمت من والدتها ومشرفتها هيلدا، أن تقابل كل هذا بابتسامة كبيرة وأمل أكبر في مستقبل أفضل. واليوم، وبعد ستة عشر عاما من الأعمال المتعبة والشاقة والمهينة أحياناً، هاهي سعيدة في سنتها الثالثة بالجامعة، تحاول أن تتخطى آلام الماضي بطموحات الغد.


الجمعة، 10 يناير 2014

عرض مطعمه للبيع من أجل النادلة

فيديو للقصة

قرر (مايكل باير) وهو ألماني الأصل أمريكي الجنسية، بيع مطعمه Kaiserhof (والذي يعني الأواني باللغة الألمانية) من أجل مساعدة (بريتاني ماتيس) النادلة التي تعمل هي وشقيقتها ووالدتها في مطعمه، بعدما أصيبت بورم سرطاني في الدماغ.


وبريتاني التي توفي والدها بالسرطان عام 2000 وهو في الـ 33 من عمره، لا تمتلك تأميناً طبياً ولا قدرةً على علاج مرضها، وهو ما دفع (مايكل) الذي يمتلك مطعمين في تكساس، إلى عرض مطعمه للبيع في المزاد من أجل إنقاذ حياة (بريتاني).
مايكل، المتزوج والأب لطفلتين، يمتلك مطعمه منذ 17 عاما وهو من المطاعم الناجحه في ولاية تكساس، والذي تبلغ قيمته السوقية قرابة 2,2 مليون دولار أمريكي في حال تم عرضه في المزاد، يقول مايكل: لا يمكنني أن أعيش مرتاح الضمير مع نفسي، ولن أكون سعيدا لمجرد كسب المال من مطعمي وبريتاني في حاجة إلى المساعدة. بريتاني وعائلتها عملا بجد في المطعم وقضينا أوقاتا رائعة مع بعضنا، وهي وعائلتها لا يمتلكون المال الكافي لعلاج هذه الشابه، ولم يطلبوا المساعدة من أحد حتى مني أنا.


تقول بريتاني: عانيت من الصداع لفتراتٍ طويلة، إلى أن لاحظت طفحاً جلدياً على ساقيّ، وهو ما دفعني لمراجعة الطبيب وتبين أن هنالك تخثرٌ في الدم في منطقة الدماغ، وفي اليوم الثاني تم إبلاغي بأمر الورم، حينها فاتحت والدتي وشقيقتي في الأمر وكنا مصدومين للغاية، ثم علم السيد مايكل بالأمر وكان لنا مذهلاً ومباشراً أنه سيتكفل بعلاجي.. لا أعتقد أن أحدا سيفعل الأمر نفسه من أجلي، هو بكل حق نعمةً إنسانية لعائلتنا سابقاً وفي هذا الموقف.


الجمعة، 3 يناير 2014

البواب الذي لـُقب بملك الادخار


في اليوم أربعة وعشرون ساعة فقط، والإنسان الطبيعي يقسم ساعات اليوم بين العمل والتعلـُم والأسرة والنوم، لكن (دو تشانج) قسم يومه بين ثلاث وظائف معاً واكتفى بدقائق يغفو فيها بين كل وظيفة وأخرى لتمده بالنشاط لمواصلة العمل الآخر. وظل كذلك لمدة أربع سنوات.

لم يدرس تشانج المولود في كوريا الجنوبية (عام 1954) في الجامعة واكتفى بدبلوم بعد المرحلة الثانوية نظراً لعدم قدرته على دفع رسوم تعليمه الجامعي، ما اضطره لأن يعمل في وظائف عدة إلى أن جمع مبلغاً ليفتتح به محلاً صغيرا في حي مياندنج بسيوؤل لبيع وإيصال القهوة والعصيرات باسم (في المدينة) وظل يعمل وزوجته (جين سوك) بجدٍ منقطع النظير، واضعَين نصب أعينهما هدفاً محدداً هو الهجرة إلى "أرض الأحلام" أمريكا. وكانت خطتهما لتحقيق الحلم هي (ادخار أكبر قدر من المال) من الأرباح والبقشيش.

بعد ثلاث سنوات من العمل المتواصل في محل المشروبات هاجر الزوجان إلى لوس أنجيلوس في الولايات المتحدة الأمريكية (عام 1981)، وواجها صعوبة بالغة في بادئ الأمر للحصول على فرصة عمل؛ فهما لا يجيدان اللغة الإنجليزية ولا يمتلكان ما يكفي من المال لاستثماره، فاضطر تشانج لأن يعمل في البداية في ثلاثة وظائف معاً (عامل محطة وقود، وبواب في موقف للسيارات، وعامل في مقهى) حتى يتمكن من الإنفاق على نفسه وزوجته وجمع أكبر قدر ممكن من الأموال لبدء مشروع صغير، واستمر على هذا الحال لأربع سنوات متتالية.

وأثناء عمله في مواقف السيارات التي كان يجني منها إكراميات أكثر من غيرها، كان يسأل كل شخص يقف بسيارته الفارهة. في أي مجال تعمل؟ فكان الأغلبية منهم يجيبونه بأنهم يعملون في تجارة أعمال الملابس Garment Business حينها لم يكن يعرف معنى كلمة ملابس (Garment) فسأل مَن حوله وعرف أنهم يقصدون تجارة التجزئة في الملابس، وعلى الرغم من أنه لم يكن يعرف أي شيء عن بيع الملابس أو صناعة الأزياء، إلا أنه بدأ يبحث ويقرأ في النشاط باللغة الكورية، ليتمكن هو وزوجته بعد أربع سنوات من العمل المضني من شراء محل صغير في حي فقير (هايلاند بارك) بلوس أنجيلوس.

تشانج مع زوجته جين سوك بعد نجاحهما وانتشار متاجرهما

 تم افتتاح المتجر الأول في أواخر عام 1984 وأطلق عليه Fashion 21، ولكنه تفاجأ بعد شراء المتجر أنه كان مملوكاً لستة أشخاص قبله وجميعهم عملوا في تجارة الملابس وفشلوا في الاستمرار في هذا الحي الفقير الذي تقطنه فئة ذوي الدخل المحدود والمهاجرين، حتى إن أفضلهم هو من استطاع أن يصمد لثلاث سنوات ثم باع المحل، وكانت هذه المعلومة أشبه ببداية شؤم كادت أن تحبطه ولكنه قرر أن يمضي قدماً وأن يبذل كل جهد ممكن قبل أن يستسلم للفشل، وبدأ يعمل في متجره عاملَ نظافة وكاشيراً قبل أن يكون البياع، وكان يقدم خدماته للزبائن وفق ما يتمنون من معاملة وسعر وخدمات ما بعد البيع، وبعد أشهر من العمل أصبح متوسط الدخل اليومي قرابة 100 دولار، ما جعله يتوقع أنه سيجني آخر العام أرباحاً قدرها30 ألف دولار، ولكن المفاجأة أن المتجر الصغير حقق 700 ألف دولار في عامه الأول، وهنا أيقن أنه يسير على الطريق الصحيح وقادر على النجاح وكسب مزيد من العملاء.
أحد محلات تشانج في آسيا

استفاد تشانج من قدرته العجيبة على الادخار والصبر وبدأ يستثمر أموال ادخاره في التوسع تدريجياً، وبعد خمس سنوات أصبح يمتلك 11 متجراً في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم قام بتحويل اسم العلامة التجارية إلى  Forever 21 (للأبد 21)، التي تعني أن كبار السن يتمنون العوده لعمر 21 والشباب يرغبون بالبقاء دائماً في عمر الـ21.

يعمل اليوم لدى تشانج قرابة 30 ألف موظف في أكثر من 500 متجر حول العالم، ويسكن في أرقى الأحياء الأمريكية بجوار الأثرياء والمشاهير في (بيفرلي هيلز) بمنزل تبلغ قيمته 16.5 مليون دولار، وتعمل زوجته وابنتاه (ليندا) و(استير) معه في الشركه. يقول تشانج: "التجارة ليست كسباقات الـ 100 متر، بل هي ماراثون طويل للغاية، ومن يعتقد أن هنالك سراً في نجاحي مخطئ، فأنا نجحت لسببين: لأنني كنت مثابراً وصابراً وقادراً على الادخار، والسبب الآخر هو أنني مؤمن بأن الإنسان الصالح يجب أن يسخر جزءاً من ماله لمساعدة المحرومين لأن الله هو من منحه القوة على الصمود لمواجهة التحديات والصعاب".

تشانج الذي يمتلك أكثر من أربعة مليارات دولار يحتفظ بمتجره الأول في الحي المتواضع لأنه يُذكِّره ببداية قصته حينما كان يسأل أصحاب السيارات الجميلة عن أعمالهم ليتحول بعدها إلى أهم تجار الملابس في العالم، وتلك البداية التي انطلقت من محل متواضع أبقى على أثاثه واسمه السابق Fashion 21 إلى اليوم.



المتجر الأول الذي كان عباره عن (معرض واحد فقط) حينما بدأ تشانج نشاطه
حيث توضح الصورة أن تشانج اشترى باقي المعارض لاحقاً



الجمعة، 27 ديسمبر 2013

الهندي الذي يسابق أشعة الشمس



بعضهم لا يكتفي بالاستيقاظ مبكراً للحاق بأعمالهم، إذ تضطر الظروف هؤلاء الممتحَنين بصعوبات الحياة واختباراتها الخاصة، إلى ما هو أكثر من ذلك وأشق، فيصبح الاستيقاظ من النوم مبكراً وحده للذهاب إلى العمل لا يكفي، ويجد هؤلاء أنفسهم في سباق مع الوقت، مع حركة الكون، مع الشمس التي لا ينبغي أن تنتشر أشعتها على الأرض إلا وقد انتهوا من أداء أعمالهم.

أحد هؤلاء العدائين الذين قطعوا مضامير القصص الإنسانية الرائعة والنادرة الحدوث في آن (شيفا كومار)، فما كاد يرن جرس الساعة في الرابعة فجراً حتى يستيقظ هذا الطفل الهندي الذي كان يعمل موزعاً للصحف ليسابق أشعة الشمس قبل وصولها لمنازل المشتركين، لتسليم النسخ اليومية، حيث كان يستيقظ قبلها على صراخ الديانة الذين يصرخون في وجه والده الذي كان يعمل سائقاً لشاحنة نقل ولا يكفي معاشه لسد احتياجات الأسرة وتسديد الديون معاً، أما والدته فكانت امرأةٌ أمية تبيع الأكاليل على الطريق، وتحضر له الزهور لبيعها بعد عودته من المدرسة، وهو في التاسعة من عمره، ولكن بيع الزهور آثر على تحصيله العلمي ولم يوفر له المبالغ التي تساعد والديه، فقرر أن يعمل فجراً من الرابعة صباحاً حتى السادسة في توزيع الصحف لكي يستطيع أن يدرس مساءً.

كان حلم كومار أن يقوم بسداد الديون ومن ثمّ تغيير حياته وأسرته مستقبلاً، فاستمر يعمل ويدرس إلى أن اصطدم في يوم بقرار مديرة المدرسة التي هددته بالطرد إن لم يدفع والداه أقساط المدرسة، فاضطر إلى أن يطلب من أحد عملائه من مشتركي الصحف أن يقرضه مالاً لسداد قسط واحد فقط، فتعجب الرجل وسأله، كيف أقرضك مالاً وأنا لا أعرفك جيداً، دعني أسأل عنك أولاً. فتفاجأ الرجل بأن الصبي يقوم بسداد ديون والديه، وما زال يكمل تعليمه. يقول كومار: "أنا مدينٌ لهذا الرجل بكل شيء في حياتي، فهو لم يقرضني المال فحسب بل قام بييع جزء من مجوهرات زوجته ليساعدني على سداد أقساط العام الدراسي بالكامل، واستمر يدفع نيابة عني أقساط تعليمي".

في السادسة عشرة من عمره أسس كومار وكالة لتوزيع الصحف وبيعها، واستقطب من منطقته الفقيره جداً أربعة أطفال ليعملوا معه بشرط أن يلتزموا بتوقيت العمل المبكر جداً وأن يستمروا في تعليمهم، وبدأت تتضاعف النسخ التي يحصل عليها من المؤسسات الصحافية، وتضاعف عدد الأطفال الذين يعملون معه وتفرغ لتدريبهم وتعليمهم والركض معهم، إلى درجة أنه قام بإلغاء وجبة الفطور من حياته لكسب الوقت في العمل ومتابعة (عمل، وتعليم) الأطفال.

قدما كومار اللتان ركضتا لسنواتٍ طويلة في شوارع بانغلور لإيصال الصحف، هما نفسهما اللتان قادتاه لأروقة إحدى أعرق الجامعات الهندية في الإدارة في مدينة كالكوتا بين أبناء النخبة كطالب في الدراسات العليا (تخصص تمويل)، وذلك بعد أن درس الهندسة في أحد أهم الكليات التقنية في بانغلور BIT. يقول عنه رئيس الجامعة السيد سوبير: "إن تفوق كومار دفعنا بفخر لتقديم منحة تعليمية له ليلتحق بأحد أهم برنامج الدراسات العليا في الهند، ووجود هذا الشاب المكافح الذي تخلى عن متع الحياة كافة من أجل والديه ومستقبله يدعونا للفخر، ووجوده بيننا هو إضافة لنا ولطلابنا".

لدى كومار اليوم، مئاتُ من الأطفال الفقراء الذين يخترقون الشوارع كأشعة الشمس لكي يقوموا بتوزيع الصحف؛ حتى يساعدهم على أن يستمروا في الدراسة كما حصل معه، وتضج الصحف الهندية والقنوات الفضائية بقصته التي يفخر بها، ثم يمارس ضغوطاً سياسية على الحكومة من أجل خفض الرسوم التعليمية حتى يتمكن الفقراء من التعلم. يقول كومار: "قبل ظهوري الإعلامي لم يكن لي أصدقاء ولم يعرف أحد من زملائي في الجامعة من أنا وكيف بدأت، أما اليوم فأنا لست خجولاً من الماضي أو من أين بدأت، وأطمح إلى إنشاء مؤسسة خيرية لمساعدة الأطفال المحرومين من التعليم وهو أقل ما يمكن أن أقدمه وفاءً للرجل الذي ساعدني على إكمال دراستي حينما قام بسداد أقساط تعليمي".

إذا كان هذا ما وصل إليه كومار اليوم، الذي أنشأ وكالته الخاصة التي تعد من أهم وكالات توزيع الصحف في الهند وهو ما زال يدرس في أعرق الجامعات الهندية، فلكم أن تتخيلوا ما الذي يمكن أن يصل له بعد خمس سنوات؟. إن كان في العمر بقية، فلعلي أعود لأروي باقي قصته بعد خمس سنوات.

من الممكن أن أستيقظ في التاسعة صباحا وأكون مستريحا
أو أن أستيقظ في السادسة صباحا وأكون رئيسا لأمريكا

" جيمي كارتر "

الجمعة، 20 ديسمبر 2013

الطفل الذي أقنع ثامن مليارديرات العالم بمراسلته

نقلاً عن (العربية.نت)

في حي ويملبدون بلندن يعيش الفتى الإنجليزي "نيكولاس الويسيو" المهووس منذ طفولته بالكمبيوتر، والذي ولد لأبوين أستراليين مغتربين في (1 نوفمبر 1995). بدأ نيكولاس قصة نجاحه منذ أن كان في العاشرة من عمره حينما أطلقت شركة آبل تطبيقات منصة الآيفون iPhone للهواتف المحمولة، حين زار أحد متاجر آبل وظل يسأل جميع الموظفين عن كيفية تعلم برمجة تطبيق خاص به، وللأسف كانت إجابة كل العاملين له: " لا نعلم ".

تقول والدته: " نيكولاس طفل فضولي للغاية، ويحب أن يتعرف على الأشياء بنفسه، ولكنني لم أكن أتوقع أنه سيكون شيئاً خارجاً عن المألوف، ولكن على الرغم من إنجازاته الرائعة، ما زال كبقية الأولاد يخرج مع أصدقائه في عطلة الأسبوع ويحتفل معهم في مناسباتهم ".

نيكولاس وهو في الثالثة عشر من عمره

لم ييأس نيكولاس من عدم مساعدة موظفي آبل له كونهم لا يعرفون كيف يمكنه تعلم برمجة تطبيق، وبدأ يعلم نفسه من خلال مقاطع (يوتيوب)، إلى أن برمج تطبيقه الأول في صيف 2008 ويقول نيكولاس ضاحكاً: (قمت ببرمجة تطبيقي الأول وهو جمع خطابات وأحاديث الرجل الذي أعشقه ستيف جوبز الرئيس التنفيذي لشركة آبل، وحينما قمت بمراسلة آبل لوضع التطبيق ضمن تطبيقات الآيفون، تم رفض التطبيق لأنني لا أملك حقوق نشر المقاطع الصوتيه للسيد ستيف جوبز، حيث كنت أشبه بمن يسرق شخص ويذهب له طلبا في المساعده.. ثم قمت بتطوير تطبيق آخر يتيح للمستخدمين لمس الصور على شاشة الهاتف فتصدر أصواتا تتناسب مع الصور ولم يحقق نجاحا يذكر).

ثم أطلق نيكولاس مشروعه ترايمت  ( Trimit ) الذي كان انطلاقةً له إلى عالم الثراء والأضواء، حيث ربح في يومه الأول بعد اطلاقه مبلغاً مذهلاً بالنسبة له وهو 79 جنية إسترليني ولكن بنهاية عامه الأول (نوفمبر 2012) كان عدد من قاموا بتحميل التطبيق أكثر 750 ألف مستخدم وعدد القراءات التي تمت عبر التطبيق تجاوز 75 مليون مرة. وتقوم فكرة تطبيق ترايمت الذي أطلقه نيكولاس من غرفة نومه، على منح المستخدمين سهولة في مشاركة المحتويات المطولة من محركات البحث واختصارها بحيث يتم تبادلها عبر رسائل البريد الالكتروني والرسائل النصية القصيرة وتويتر وفيسبوك في صيغة TXT. يقول نيكولاس: (كنت أبحث عن معلومات في جوجل وبعض محركات البحث الأخرى أثناء كتابة موضوع في مادة التاريخ، على الرغم من أنني وجدت كل المعلومات التي بحثت عنها إلا أنني واجهت صعوبة بالغة في تلخيص هذا الكم الهائل من المعلومات لإختصار الوقت، فبدأت تدور في رأسي فكرة المشروع).

نيكولاس في غرفة نومه حينما قام بتصميم تطبيق ترايمت

بدأ التطبيق يجذب أنظار أصحاب النفوذ في وادي السيليكون والمستثمرين والمشاهير، ولكن اهتمام المجموعة الإستثمارية التي يملكها "لي كاشينج" كان سريعاً جداً، حيث قاموا بمراسلته عبر الإيميل لعقد اجتماع مباشر مع مالك المشروع، وهم لا يعلمون أن خلف هذا المشروع ولد يعمل من غرفة نومه، واستمر السر محيراً لشركة الملياردير عن هوية صاحب المشروع الذي لم يرد على ثامن أغنى رجل في العالم، والسبب الحقيقي هو أن نيكولاس لا يعلم ماذا يفعل في مثل هذه المواقف لصغر سنه خصوصاً أن من يرغب بالتواصل معه "ملياردير من هونج كونج"، وبعد إلحاح وعدة مراسلات تحدث نيكولاس مع والديه وتجاوبا مع الشركة فذهبا بنيكولاس للإجتماع بالشركة في مقرهم بلندن.

في طريقهم للإجتماع كان ما يدور في رأس نيكولاس طريفاً للغاية، يقول نيكولاس: (كنت متجها مع والداي وأنا استمع لهما أن الملياردير يرغب بشراء المشروع أو الشراكة فيه، وكل ما كان يدور في رأسي هو أن الصفقة لو تمت سأحصل على مبلغ يمكنني من شراء كمبيوتر جديد بحد أقصى).. وانتهى الاجتماع مع الويسيو ووالديه بتلقي تمويلا استثماريا بقيمة 300 ألف دولار (أي ما يعادل 1,125,000 ريال سعودي) لتطوير المشروع وإطلاقه بشكل مختلف.

السيد (لي كاشينج) ثامن أغنى رجل في العالم.. وفي المقابل نيكولاس حينما أطلق مشروعه سوملي

عمل نيكولاس بعدها على تطوير مشروعه الذي أصبح يطلق عليه سوملي Summly والتي تعني الملخص (Summarization)، وتقوم فكرته على سرعة توفير ملخصات للقصص الإخبارية، أو في أي مجال آخر من مئات المصادر الموثوق بها في مكان واحد وبشكل مختصر، هذا التطبيق الرائع دفع شركة ياهوو Yahoo العالمية إلى تقديم أعلى عرض سعر من أجل الظفر بالتطبيق وشرائه ليكون ضمن باقة تطبيقات ياهوو مقابل 30 مليون دولار أمريكي (أي ما يعادل 112,500,000 مليون ريال سعودي) ولأن شركة ياهوو تقوم بجمع الخبرات من حولها ومن لديهم شغف في عالم التقنية والبرمحيات، قدمت لنيكولاس أيضاً عرضاً للإنضمام إلى شركتهم، التي بدأ فعليا العمل بها من مقر شركة ياهوو في لندن حيث لم ينهي دراسته بعد.
                       
نيكولاس ليس ولداً خارقاً للعادة حتى يكون ضمن قائمة أكثر 1000 شخصية مؤثرة في لندن، أو قائمة 30/30 التي تصدرها مجلة فوربس عن أنجح 30 شخصية تحت عمر 30 عاماً، أو جائزة (الإلهام البريطاني) لرواد الأعمال، أو جائزة (روح لندن)، أو أن تكتب عنه أعرق الصحف العالمية وتقابله أشهر القنوات والإذاعات العالمية. هو ولد عادي جداً ولكن كان يطمح لأن يكون ناجحاً في مجال التطبيقات الهاتفية.

في الوقت الراهن، يبلغ نيكولاس الثامنة عشرة من عمره، ويدرس في جامعة "كينجز كوليدج" في التخصص الذي يحبه "التصميم والتكنولوجيا"، حيث حصل على منحة دراسية أكاديمية نظراً لقدراته التي ظهرت مبكراً، وهو منشغل بين الدراسة والعمل في شركة ياهوو، ولم يتفرغ لصرف أمواله بعد، ويقول حول ذلك: (أنا أصغر من أن أقدر قيمة هذا المال كله، وليس لديّ أي قروض أو ديون لأنشغل بسدادها وتبديد هذه الأموال على الترفيه أو الإستلقاء على وبالنسبة لي مئاتٌ من الجنيهات تعتبر كثيرةً جداً على احتياجاتي).

نيكولاس الذي لايزال يطمح لإنجاز الكثير في حياته، حيث يرى أنه في أول الطريق



إن الطريقة الوحيدة لإنجاز أعمال عظيمة هي أن تحب ما تعمل
وإذا لم تجد ما تحبه، فاستمر في البحث عنه
(ستيف جوبز)